[size=18]بسم الله الرحمن الرحيم
تصدير
تمتاز الشورى فى الإسلام بالشمول حيث لا يقتصر ذلك على حق الأفراد فى المشاركة فى القرار الملزم الصادر عن الجماعة ، بل تتجاوز ذلك إلى المشورة الاختيارية واستشارة أهل الخبرة .
لقد درج الكثيرون على اعتبار الشورى مبدأ يقوم عليه نظام الحكم ، بينما يجب اعتبارها نظرية عامة شاملة تقوم عليها حرية الأفراد ، وحقوق الشعوب ، وتضامن المجتمع .
من هنا أتى هذا البحث فى أطروحته حول الشورى ، عارضا لها من الناحية اللغوية .
متأنيا عند الشورى فى القرآن الكريم ، حيث ذهب البحث إلى أن الشورى واجبة بنص القرآن الكريم ، عارضا لآراء الباحثين فى هذا المجال ، حيث ذهب فريق من العلماء إلى أن الشورى غير ملزمة ، مناقشا كل ذلك فى ضوء القواعد الأصولية .
كما استضاء البحث بما ورد فى السنة النبوية المطهرة فى موضوع الشورى ، سواء فى السنة القولية أو الفعلية ، كما عرض للشورى فى عهد الصحابة .
وانتهى من ذلك إلى استخلاص وجوب الشورى فى الشريعة الإسلامية .
ثم انطلق البحث بعد ذلك إلى استعراض خصائص الشورى فى الإسلام ، فالشورى استجابة لله تعالى ، كما أن الشورى فريضة إسلامية ، وجزء من طبيعة نظام الحكم الإسلامى ، يتضح ذلك من خلال المواقف العديدة للنبى e والخلفاء الراشدين من بعده .
وقد اعتنى البحث ببيان مجال الشورى ، وأنها لا دخل فى الأحكام الشرعية لأنها منزلة من عند الله تعالى .
كما اعتنى ببيان علاقة الشورى بالسلطتين التنفيذية والتشريعية ، وأكد على أن التشريع يختلف عن الشورى ، وأن أهل الشورى غير أهل التشريع ، وليس كما يبدو للبعض من أنهما واحد .
ثم يحاول البحث أن يجيب عن السؤال الذى يطرح نفسه دائما : هل أتى الإسلام بنظام محدد للشورى .
وتأتى الإجابة البحث بالنفى ، فالنبى e لم يضع نظاما محددا للشورى ، لأن ذلك يختلف باختلاف أحوال الأمة الاجتماعية والزمانية والمكانية ، وإنما أتى الإسلام بمبادئ مقررة ومحددة ، وترك تطبيقها وتنفيذها لمقتضيات كل عصر .
واهتم البحث بالحديث عن أهل الشورى وبيان صفاتهم ، والفرق بينهم وبين أهل الاجتهاد (التشريع) ، والفرق بينهم أيضا وبين أهل الحل والعقد .
كما رأى البحث تقسيم أهل الشورى إلى : أهل الشورى العامة ، وأهل الشورى الخاصة .